وتفسير ابن تيمية وابن دقيق العيد - رحمهما الله - للتخويف الوارد في الحديث قرره حديثاً بعض المتخصصين بعلوم الأرض, ففي حديثه عن أسباب الزلازل ذكر الدكتور أحمد فؤاد باشا في كتابه (فصل المقال في ظاهره الزلزال) قال إن منها "حدوث انقلابات فلكية في الفضاء تذيع من اقتران كواكب المجموعة الشمسية، وما يتبع هذا من تغييرات في كمية الجذب على الأرض". ومن المعلوم لدى الفلكيين القدامى والمحدثين إن الكسوف والخسوف يحدثان عن وقوع القمر والشمس والأرض في خط واحد، وقد فسر فلكيون حصول الزلزال في اليمن قبل سنوات بأن سببه - بعد إرادة الله تعالى - تعامد كواكب في المجموعة الشمسية. وبمناسبة كسوف الشمس عام 1413ه على مناطق من العالم ذكر الدكتور محمد فهيم محمود رئيس مرصد حلوان الأسبق في جريدة الشرق الاوسط (6/12/1992م) بعض ما قد يترتب على كسوفها من ظواهر أرضية " حيث تتذبذب درجات الحرارة على سطح الأرض، وتسبب - أيضا - في ضعف الإشعاع الكهرومغناطيسي مما ينتج عنه انقطاع مؤقت في الاتصالات اللاسلكية ذات الموجات القصيرة بخلاف ما يترتب على ذلك من تأثيرات على القشرة الأرضية، وما قد ينتج عنه من زلازل وهزات أرضية تقع هنا وهناك من مناطق مختلفة من العالم".
2011-06-15, 01:43 PM #1 الكسوف والخسوف وفزع الرسول ظاهرتا الكسوف والخسوف هل معرفة وقت حدوثهما يتعارض مع الفزع الوارد في الأحاديث النبوية؟ دأبت وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة على الإعلان عما تحسبه المراصد الفلكية في داخل المملكة وخارجها عن موعد كسوف الشمس وخسوف القمر، ويكون ذلك بالدقائق ، بل بالثواني فتوهم بعضهم أن هذا من علم الغيب الأمر الذي دعا طائفة من العلماء في عصرنا وفي العصور المتقدمة إلى الأخذ بعدم إشاعة موعد الكسوف أو الخسوف بين العامة قال أبو بكر بن العربي في كتابه (أحكام القرآن) لما ساق رأي العلماء القائلين بتأديب من أخبر عن كسوف الشمس والقمر - قال " أما أدبهم فلأنهم يدخلون الشك في العامة في تعليق العلم بالغيب المستأنف، ولا يدرون قدر الفرق بين هذا [ يعني تحديد وقت الكسوف] وغيره فتشوش عقائدهم في الدين، وتتزلزل قواعدهم في اليقين، فأدبوا حتى يسروا ذلك إذا عرفوه ولا يعلنوا به". فإذا انتفى هذا التوهم بإدراك الناس أن الفلكيين قديماً وحديثا يحددون وقت الكسوف والخسوف بطرق حسابية بحته، بحيث لا يبقى شك في ربط ذلك بالغيب فإن شيئا آخر في هذه المسألة يشكل على كثيرين سواء من العامة أو من المتعلمين، ويوقعهم في بلبلة وحيرة، وهو قولهم إذا أصبحنا الآن نعرف سبب الكسوف، وكذلك بدايته ونهايته فلم الخوف منه أذن، ومن ثم الفزع إلى الصلاة ؟ حتى قال أحد المهتمين بشؤون الفلك " كان حدوث الخسوف والكسوف يسبب ذعراً وخوفاً للإنسان في العصور القديمة، ولكن هذه المخاوف قد زالت بعد فهم طبيعة نظام المجموعة الشمسية وحركات كواكبها، وتحديد أوقات الكسوف والخسوف لمئات السنين القادمة ".