وفاة ممتاز محل: في عام 1631، وبعد ثلاث سنوات من عهد الامبراطور شاه جهان، كان هناك تمرد جاري، وكان على شاه جهان ان يأخذ جيشه ويقضي على هذا التمرد ، وكما جرت العادة ، كانت ممتاز محل دائما الى جانب شاه جهان، ترافقه، رغم كونها حاملا ، وفي 16 يونيو عام 1631، انجبت ممتاز محل طفلة سليمة في وسط المخيم، في البداية، بدا كل شيء جيدا، ولكن سرعان ما اكتشفوا ان ممتاز محل كانت تحتضر. هرع شاه جهان الى جانبها، وفي الساعات الاولى من صباح يوم 17 يونيو 1631، كانت ممتاز محل قد توفيت بين ذراعيه ، وتقول التقارير ان شاه جهان لم يخرج من كربه ابدا ، وذهب الى خيمته الخاصة وبكى لمدة ثمانية ايام ، دفنت ممتاز محل على الفور، وفقا للتقاليد الاسلامية. خطط لانشاء تاج محل: جاء شاه جهان برفات زوجته الحبيبة ممتاز محل مع موكب كبير، مكون من الآلاف الجنود المرافقين للهيئة والمشيعين ، وعندما وصلت رفات ممتاز محل اجرا في 8 يناير 1632، تم دفنها مؤقتا على الارض التي تبرع بها النبيل رجا جاي سينغ، حيث كانت قرب تاج محل الذي تم بناؤه. وكان شاه جهان، مليئ بالحزن وقرر ان يصب تلك العاطفة الى ضريح رائع مكلف بكل تفاصيله ،والذي اراد ان ينافس جميع اولئك الذين جاءوا من قبله ، وكان ايضا فريد من نوعها، كونه اول ضريح كبير مخصص لامرأة ، فاستعان بافضل المهندسين المعماريين في عصره ، وكانت الخطة ان يمثل تاج محل اجمل مكان على الارض.
(5) في بادئ الأمر دُفنت ممتاز محلّ في قبر متواضع، ولكنّ زوجها شاه جهان أراد أن يبني لها ضريحا يخلّد ذِكرها على مرّ العصور. فقرّر أن يبني أفخم ضريح في العالم؛ ليضمّ رفات جوهرته ممتاز، ويكون رمزا للحبّ والجمال لا مثيل له، وأسند مهمة بنائه إلى أشهر مهندس في دولته وهو المهندس المعماريّ المسلم أحمد لاهوريّ. (6) وقد استغرق العمل في هذا الضريح نحو اثنين وعشرين عاما، وهو بناء من الرّخام الأبيض يتغيّر لونه بحسب انعكاس ضوء الشّمس أو نور القمر على سطحه، وفي داخله زخارف عجيبة. وقد سماه الإمبراطور شاه جهان "تاج محلّ"؛ ليحمل اسم زوجته "ممتاز محلّ" فتبقَى هذه الجوهرة المعماريّة الفريدة تخبر الأجيال بأروع قصّة حبّ ووفاء بين زوجين.